أعرب بنيامين نيتانياهو، رئيس وزراء إسرائيل، عن أسفه لقرار استقالة جورج ميتشل، المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ، وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن نيتانياهو أجرى اليوم اتصالا هاتفيا بميتشل وشكره على جهوده في دفع العملية السلمية قدما.
وذكرت الإذاعة أن نيتانياهو اتهم الجانب الفلسطيني بوضع عقبات أمام مهمة ميتشل، برفضهم الجلوس على طاولة المفاوضات والتحالف مع حركة حماس.
من جانبها، قالت تسيبى ليفنى، رئيسة حزب كاديما وزعيمة المعارضة الإسرائيلية، إن ميتشل يستحق تقدير إسرائيل لما بذله من جهود للتوصل إلى تسوية سلمية بين إسرائيل والفلسطينيين، وإن لم تستكمل هذه المهمة.
واعتبرت ليفني هذه التسوية مصلحة وطنية إسرائيلية، وأعربت عن أملها في ألا يتخلى الطرفان عن الجهود لتحقيق هذه المصلحة، وأن يتوقفا عن توجيه الاتهامات المتبادلة التي لا جدوى منها.
على صعيد متصل، قالت مصادر إسرائيلية إن 3 نقاط مركزية ستهيمن على الخطاب الذي سيلقيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نيتانياهو، أمام الكونجرس الأمريكي يوم 24 مايو الجاري.
وأضافت أن هذه النقاط تشمل: عدم شرعية الاتفاق الذي أبرمته السلطة الفلسطينية مع حركة حماس ما لم تعترف الأخيرة بحق إسرائيل في الوجود، وإقامة آلية رقابة، للتأكد من أن الأموال التي تحولها الدول المانحة للسلطة لن تتسرب إلى حركة حماس، ووجوب امتناع المجتمع الدولي عن تأييد الخطوة الفلسطينية الأحادية بالدولة في شهر
سبتمبر المقبل.
وأشارت إلى أن نيتانياهو سيسعى إلى تسويق نفسه على أنه شخص يريد السلام مع الفلسطينيين، ولكنه سيقول: "ولكن الفلسطينيين اختاروا السلام مع حماس على السلام مع إسرائيل". وسيجدد مطالبته للفلسطينيين بالعودة إلى المفاوضات بدون شروط مسبقة، ومطالبة المجتمع الدولي باشتراط الحكومة الفلسطينية الجديدة القبول بشروط اللجنة الرباعية الدولية قبل أي تعامل معها.
وكان العديد من الدول طالبت رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نيتانياهو، بأن يتضمن خطابه أمام الكونجرس الأمريكي يوم 24 مايو الجاري، إشارة إلى حدود 1967 كحدود للدولة الفلسطينية، بعد أن كان قد قال سابقا إنه يؤيد حل الدولتين. غير أن المصادر الإسرائيلية أشارت إلى أن نيتانياهو لا ينوي الإعلان عن هكذا موقف ورفض حتى موقف الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الذي دعاه للقول "أقبل بما يساوي حدود 1967".
وقالت المصادر الإسرائيلية، إن نيتانياهو يخطط لأن تكون زيارته إلى واشنطن التي تبدأ يوم 20 مايو الجاري بلقاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض، بمثابة زيارة هجومية على اتفاق المصالحة الفلسطيني.
وأشارت إلى أنه سيرافق نيتانياهو في هذه الزيارة 7 ناطقين إعلاميين إسرائيليين، غالبيتهم من المتحدثين باللغة الإنجليزية، وبينهم متحدث باللغة العربية وآخر باللغة الروسية. فيما سيجري نيتانياهو نفسه سلسلة من اللقاءات مع وسائل الإعلام الأمريكية، وسيرافقه 40 صحفيا إسرائيليا عادة ما يتجندون كخبراء إعلاميين للدفاع عن موقف إسرائيل.
ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن مصادر أمريكية قولها: "إذا لم يكن نيتانياهو يخطط لصب مضمون حقيقي في خطابه المخطط له أمام المجلسين، بحيث يشكل أساسا لمفاوضات سياسية، فمن الأفضل له أن يلغيه".
وأضافت: "حسب تقديراتنا. لا ينوي نيتانياهو أن يقول شيئا حديثا وعاصفا، سيما بسبب اتفاق المصالحة بين حركتى فتح وحماس. ولكن خطابا أمام الكونجرس ليس شيئا احتفاليا. فهو (نيتانياهو) ملزم بأن يبسط رؤياه للسلام مع الفلسطينيين ومع سوريا. ولكننا نفهم أن هذا لن يحدث بسبب الوضع".