أدانت الحكومة الليبية دعوة رئيس الأركان البريطاني الجنرال ديفيد ريتشارد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) لتوسيع نطاق أهدافه في ليبيا، بهدف تصعيد الضغوط على نظام العقيد معمر القذافي.
وقال متحدث رسمي ليبي إن التصريحات تكشف لا مبالاة بريطانيا وحلفائها بحماية المدنيين.
يأتي ذلك عشية بدء المحكمة الجنائية الدولية بحث إمكانية إصدار مذكرات اعتقال بحق القذافي وعدد من أبنائه ومسؤولي نظامه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وقال ريتشاردز في مقابلة أجرتها معه صحيفة الصنداي تلغراف البريطانية، إنه "ينبغي شن هجمات مباشرة ضد مشاريع ومؤسسات البنى التحتية التي توفر الدعم لنظام القذافي".
وقال القائد العسكري البريطاني إنه من الضرورة بمكان منع "الديكتاتور الليبي من البقاء في السلطة".
"ضمن القواعد"
وأضاف أنه في حال قُتل القذافي في هجوم على أحد مراكز القيادة والتحكُّم التي تستهدفها طائرات الحلف في ليبيا، فإن ذلك سيكون "ضمن القواعد" التي نص عليها قرار مجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا، والذي خوَّل اتخاذ "كافة الإجراءات الضرورية" لحماية المدنيين المهددين بالهجمات.
وأردف قائلا: "لقد حققت الحملة العسكرية حتى تاريخه نجاحا كبيرا للناتو ولحلفائنا العرب، لكننا نحتاج إلى فعل المزيد".
وختم بالقول: "إن لم نصعِّد الحملة الآن، فسوف يكون هنالك ثمة خطر بأن يسفر الصراع عن تشبُّث القذافي بالسلطة".
جاءت تصريحات ريتشاردز بعد يوم واحد فقط من اجتماع وفود تمثل المعارضة الليبية في مختلف أنحاء ليبيا، ولأول مرة، في مدينة بنغازي، وذلك لإعلان أنهم يمثلون الحكومة الشرعية للبلاد، فيما أكد المجلس الوطني الانتقالي أنه هو من يمثل الشعب الليبي بكافة فئاته.
الجنرال السير ديفيد ريتشاردز، قائد القوات المسلحة البريطانية
"إن لم نصعِّد الحملة الآن، فسوف يكون هنالك ثمة خطر بأن يسفر الصراع عن تشبُّث القذافي بالسلطة"
وبدا الاجتماع أن يشكل ردا على واشنطن التي اعتبرت المجلس الانتقالي الوطني الليبي المعارض "محاورا شرعيا وموثوقا به"، لكنها لم تعترف به صراحة كممثل شرعي لعموم الليبيين.
"خيبة أمل"
وكان بعض النشطاء قد أعربوا عن خيبة أملهم من إحجام الولايات المتحدة وبريطانيا عن الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي كحكومة شرعية وكممثل وحيد للشعب الليبي، وذلك بخلاف ما فعلته دول مثل فرنسا وإيطاليا وقطر.
وجاء هذا الوصف مع أول زيارة يقوم بها إلى الولايات المتحدة عضو بارز في المجلس الوطني الانتقالي الذي يسعى جاهدا إلى الحصول على دعم دولي.
وكان محمد جبريل، نائب رئيس المجلس الذي يتخذ من بنغازي مقرا له، قد التقى بمسؤولين أمريكيين في البيت الأبيض، بينهم مستشار الأمن القومي الأمريكي توم دونيلون.
وقال البيت الأبيض في بيان إن دونيلون أخبر جبريل بأن الولايات المتحدة تنظر إلى المجلس بوصفه "محاورا شرعيا وموثوقا به للشعب الليبي"، الأمر الذي فسره البعض بأنه تعبير دبلوماسي لم يصل إلى درجة الاعتراف بالمجلس كحكومة ليبية.
"سابقة لأوانها"
وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن مثل هذه الخطوة ستكون "سابقة لأوانها".
وكانت الولايات المتحدة قد قالت إن الليبيين هم المنوط بهم اتخاذ قرار بشأن من يحكمهم، وليس القوى الأجنبية.
وعلى الرغم من عدم اعتراف الولايات المتحدة بالمجلس الانتقالي، إلا أن واشنطن بدأت في اتخاذ بعض الإجراءات التي من شأنها تمكين المعارضة الليبية من الاستفادة من الأموال الليبية المجمدة في الخارج.
وكان الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، قد صرح مؤخرا أنه أجرى اتصالا مع رئيس الوزراء الليبي، البغدادي المحمودي، لحضه على "مواصلة الحوار السياسي"، ولدعوة السلطات الليبية إلى "الكف عن مهاجمة المدنيين ووضع حد للمعارك في البلاد".